فتاوى فضيلة الشيخ

السؤال :  ما تعليقك على قيادة بعض الدعاة الاسلاميين للثورات وما يسمى بالربيع العربي؟


جواب فضيلة الشيخ :
  


ان دعاة الثورات يصرحون بأنه يجب الخروج على الحاكم المسلم الفاسق او الظالم ولو لم يكفر، ويقولون ان الخروج انما يحرم على الامام العادل، وهذا هو مذهب الخوارج والمعتزلة، حتى ان احدهم يقول: «ان (السلفية المتعصبة) والصوفية اتفقتا على تسفيه الثورات العربية عبر الترويج لثقافة سامة تربط الفتنة بالخروج على الحكام»، وهكذا كذب على منهج السلف الصالح ووصفه بالتعصب وقرنه بالتصوف، وقال مصرحا ـ وبئس ما قال ـ : «ان الظلم واضاعة حقوق الناس يجيزان للشعوب الخروج على حكامها» وعلى هذا الكلام يسير غالب من يدعو للثورات اليوم.

ولبيان ان هذا مذهب الخوارج اسوق كلام احد العارفين بالفرق قال البغدادي في الفرق بين الفرق: «وقد اختلفوا فيما يجمع الخوارج على افتراق مذاهبها فذكر الكعبي في مقالاته ان الذي يجمع الخوارج على افتراق مذاهبها: اكفار علي وعثمان والحكمين وأصحاب الجمل وكل من رضي بتحكيم الحكمين، والاكفار بارتكاب الذنوب، ووجوب الخروج على الامام الجائر، وقال شيخنا ابوالحسن: الذي يجمعها اكفار علي وعثمان وأصحاب الجمل والحكمين ومن رضي بالتحكيم وصوب الحكمين او احدهما، ووجوب الخروج على السلطان الجائر، ولم يرض ما حكاه الكعبي من اجماعهم على تكفير مرتكبي الذنوب، والصواب ما حكاه شيخنا ابوالحسن عنهم وقد اخطأ الكعبي في دعواه اجماع الخوارج على تكفير مرتكبي الذنوب منهم وذلك ان النجدات من الخوارج لا يكفرون اصحاب الحدود من موافقيهم...» ثم ذكر بعضا من فرقهم ممن لا يكفر مرتكبي الذنوب منهم ومن غيرهم، فهنا يقرر البغدادي ان الخوارج لم تجمع على تكفير مرتكبي الذنوب بل منهم من لم يكفر بالذنوب، ومع ذلك وصفهم اهل العلم بأنهم خوارج، ويلحقهم الذم الذي ورد في الاحاديث النبوية، وكذلك منهم من يرى ان المقصود من اطلاق الكفر على من ارتكب كبيرة: كفر النعمة.

والخوارج يوجبون الخروج على ولاة امور المسلمين بأدنى شبهة، ويسلون السيف على امة محمد صلى الله عليه وسلم، وذكر اصحاب المقالات عنهم ما يشهد لذلك، ففي المقالات لابي الحسن الاشعري «ويرون ان الامامة في قريش وغيرهم اذا كان القائم بها مستحقا لذلك ولا يرون امامة الجائر، وحكى زرقان عن النجدات انهم يقولون: انهم لا يحتاجون الى امام وانما عليهم ان يعلموا كتاب الله سبحانه فيما بينهم»، وقال البغدادي في كتابه الفرق بين الفرق عما يجمع فرق الخوارج: «وقال شيخنا ابوالحسن: الذي يجمعها اكفار علي وعثمان وأصحاب الجمل والحكمين ومن رضي بالتحكيم وصوب الحكمين او احدهما ووجوب الخروج على السلطان الجائر»، وقال الآجري في الشريعة: «والخوارج هم الشراة الانجاس الارجاس، ومن كان على مذهبهم من سائر الخوارج يتوارثون هذا المذهب قديما وحديثا، ويخرجون على الائمة والامراء ويستحلون قتل المسلمين»، فظهر من خلال ما سبق ان من اصول الخوارج الكبار الخروج على ولاة امور المسلمين.