دروس فضيلة الشيخ

الصحابة والإمامة_ الدرس الثالث

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد

فدرس هذا اليوم هو الدرس الثالث من دروس برنامج التأصيل العلمي

ولدينا فقرة وهي ثبوت الخلافة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه بعد النبي ﷺ وهل هي بالنص او بالاختيار مع الاستدلال والترجيح

وهذه المسالة تابعة لمسألة الامامة فأهل السنة والجماعة يعتقدون ان الخليفة بعد رسول الله ﷺ هو أبو بكر الصديق ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان ثم علي بي ابي طالب ن وهذه المسألة – مسالة الخلافة – امر متفق عليه ليس فيه خلاف ولهذا يقول الطحاوي : ونثبت الخلافة بعد رسول الله ﷺ وَنُثْبِتُ الْخِلَافَةَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَوَّلًا لِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه تفضيلا له وتقديما على جميع الأمة ثُمَّ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه ثم لعثمان رَضِيَ اللَّهُ عَنْه ثُمَّ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه وهم الخلفاء الراشدون والأئمة المهديون. اهـ

وقد اختلف أهل السنة والجماعة هل كانت خلافة الصديق رضي الله عنه بالنص أو بالاختيار والخلاف في هذا ضعيف والصواب أنها بالاختيار يعني باختيار أهل الحل والعقد ولكن الحسن البصري يذكر عنه وعن جماعة من أهل الحديث انها ثبتت بالنص الجلي أو بالنص الخفي والإشارة ولكن الجمهور على أنها باختيار اهل الحل والعقد ومما احتج به من قال بإثباتها بالنص حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه قال أتت امرأة النبي ﷺ فأمرها أن ترجع إليه قالت أرأيت ان جئت فلم اجدك – كأنها تريد الموت - قال إن لم تجديني فأت أبا بكر وهذا قالوا نص على امامة أبي بكر والحقيقة أنه ليست بنص هو إشارة ولم يقل النبي ﷺ الخليفة بعدي هو أبو بكر وأيضا مما احتج به حديث حذيفة بن اليمان م قال قال رسول الله ﷺ «اقتدوا بالذين من بعدي أبو بكر وعمر» رواه أهل السنن وهذا الحديث أيضا ليس بظاهر في أن أبا بكر هو المنصوص عليه بالخلافة وفي الصحيحين أيضا عن عائشة رضي الله عنها وعن ابيها قالت دخل علي رسول الله ﷺ في اليوم الذي بدأ فيه فقال ادعي لي أباك واخاك حتى أكتب لأبي بكر كتابا ثم قال يأبى الله والمسلمون إلا أبا بكر -وفي رواية- فلا يطمع في هذا الأمر طامع -وفي رواية – قال ادعي لي عبد الرحمن بن أبي بكر أكتب لأبي بكر كتابا لا يختلف عليه ثم قال معاذ الله أن يختلف المؤمنون في أبي بكر. وهذا الحديث في صحيح مسلم وأيضا في البخاري وهذا الحديث أيضا يدل على انه لم يكن هناك كتاب ولا عهد من النبي صلى الله عليه وسلم ولا نص من النبي ﷺ ولكن فيه دلالة من النبي ﷺ للمسلمين على افضلية ابي بكر وانه هو الذي يكون بعده وارشاد منه ﷺ فارشدهم بأقواله وارشدهم بأفعاله حيث جعله ينوبه في الصلاة واخبر بخلافته اخبار الراغب بذلك هذا من الأدلة فهذا الحديث من هذا الباب وليس فيه النص الصريح والا فلن يكتب عليه الصلاة والسلام كتابا وانما بين ان المسلمين لا يمكن انهم يرضون بغيره وهذا يدل على معرفة النبي ﷺ بأصحابه وعلى معرفته بابي بكر وعلى معرفته بان المسلمين يدركون فضل ابي بكر وأيضا احتج بتقديم النبي ﷺ لابي بكر في الصلاة واحاديث التقديم في الصلاة مشهورة معروفة مروا أبا بكر فليصل بالناس حتى انه روجع في ذلك يعني قيل له ان أبا بكر رجل اسيف قفال مرو أبا بكر فليصل بالناس فصلى أبو بكر بالناس مدة لما مرض النبي ﷺ وذكر في رؤية راها النبي ﷺ رواها اهل الصحاح عن ابي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله ﷺ يقول «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي عَلَى قَلِيبٍ، عَلَيْهَا دَلْوٌ، فَنَزَعْتُ مِنْهَا مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ أَخَذَهَا ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ فَنَزَعَ بِهَا ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ، وَفِي نَزْعِهِ، وَاللهُ يَغْفِرُ لَهُ، ضَعْفٌ، ثُمَّ اسْتَحَالَتْ غَرْبًا، فَأَخَذَهَا ابْنُ الْخَطَّابِ، فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا مِنَ النَّاسِ يَنْزِعُ نَزْعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ بِعَطَنٍ» وهذا يدل على ان هذه الرؤية وقعت فان رؤيا الأنبياء حق ووحي وفي الصحيح انه قال ﷺ لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الْإِسْلَامِ، لَا تُبْقَيَنَّ فِي الْمَسْجِدِ خَوْخَةٌ إِلَّا خَوْخَةَ أَبِي بَكْرٍ» وهذا أيضا إشارة واضحة على محبته لابي بكر وعلى تفضيله لابي بكر لكن ليس فيها النص الصريح كذلك روى ابو داود من حديث ابي بكرة رضي الله عنه ان النبي ﷺ قال ذات يوم: "مَنْ رأى منكم رؤيا؟ " فقال رجل: أنا، رأيت كان ميزاناً نَزلَ من السماء، فوُزِنْتَ أنتَ وأبو بكر، فرجَحْتَ أنتَ بأبي بكر، ووُزِنَ عُمرُ وأبو بكر، فرجَحَ أبو بكرٍ، ووُزِنَ عُمر وعثمانُ، فرجح عُمرُ، ثم رُفعَ الميزانُ، فرأينا الكراهيةَ في وجهِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- وفي رواية ولم يَذكرِ الكراهيةَ، قال: فاسْتاء لها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، يعني فَساءَهُ ذلك، فقال: "خِلافةُ نبوَّةٍ، ثم يُؤتي الله المُلكَ مَنْ يشاء. وهذا الحديث فيه إشارة الى خلاف الخلفاء بعد النبي ﷺ وليس فيه ذكر علي لأنه لم يجتمع الناس في زمانه بل كانوا مختلفين ولم تنتظم فيه خلافة النبوة ولا الملك وان كان هو الخليفة رضي الله عنه أي بعد استشهاد عثمان وهذا الحديث فيه الكراهة في وجه النبي ﷺ لما رفع الميزان فكانه والله تعالى اعلم تعبيره ان هذا الفتن التي وقعت بمقتل واستشهاد عثمان رضي الله عنه ثم الخلاف الذي جرى بين الصحابة ن وكذلك روى أبو داود عن جابر رضي الله عنه انه كان يحدث ان رسول الله ﷺ قال أُرِيَ اللَّيْلَةَ رَجُلٌ صَالِحٌ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ نِيطَ بِرَسُولِ اللهِ، وَنِيطَ عُمَرُ بِأَبِي بَكْرٍ، وَنِيطَ عُثْمَانُ بِعُمَرَ"، قَالَ جَابِرٌ: فَلَمَّا قُمْنَا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْنَا: أَمَّا الرَّجُلُ الصَّالِحُ فَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَّا ذِكْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ نَوْطِ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ، فَهُمْ وُلَاةُ هَذَا الْأَمْرِ الَّذِي بَعَثَ اللهُ بِهِ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .هذه بعض الأدلة وجاء أيضا حديث سعيد بن جهمان عن سفينة رضي الله عنه قال رسول الله ﷺ خلافةُ النُّبوَّة ثلاثونَ سنةَ، ثم يؤتي الله المُلكَ -أو ملكه- من يشاء. هذا الحديث حديث سفينه حديث مشهور رواه أبو داود والإمام أحمد وغيرهما وهو حديث ثابت عن ﷺ وهو صريح في اثبات الخلافة للأربعة و منهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه فالرؤيا التي في حديث أبي بكرة التي لم يذكر فيها علي هي رؤية وليس فيها ذكر الخلفاء وليس فيها إخراج علي عليه السلام عن هذا وإنما هي رؤيا و لكن لم يذكر فيها على نظرا لأنه لم يحصل في زمنه الاجتماع مثل ما حصل الاجتماع في زمن عثمان و قبله عمر وقبله أبو بكر فحدث الاجتهاد و الخلاف بين الصحابة الذي نتج عنه انقسام المسلمين و قد قال النبي ﷺ في الحسن إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين فجعل النبي ﷺ الإصلاح بين فئتين عظيمتين أن الأمر العظيم وهو الاختلاف الذي حدث في زمن علي رضي الله عنه ولا شك أن الحق مع علي ولهذا هو مجتهد ومصيب وهو أقرب إلى الحق وهو اولى الطائفتين بالحق و معاوية رضي الله عنه ومن معه مجتهد مخطئ و معه حق و لكنه ادنى من الحق الذي مع علي و لكن اولى الطائفتين بالحق هو على رضي الله عنه لهذا الذي قاتل الخوارج هو على رضي الله عنه وقد قال النبي صلى الله عليه و سلم يقتلهم أولى الطائفتين بالحق وحديث سفينه السابق خلافة النبوة ثلاثون سنة دليل صريح على إثبات الخلافة لعلي رضي الله عنه و أنه زمنه زمن خلافة نبوة والحمد لله هذه الامور واضحه و مجمع عليها بين أهل السنة والجماعة و لم يخالف فيها إلا الخوارج والإباضية و الروافض و بعض المعتزلة اما اهل السنه و الجماعة فلله الحمد امرهم واحد و عقيدتهم واحده هذه النصوص التي سمعتموها احتج بها من قال بان خلافه ابي بكر نص وقد رأيت اخي الكريم ان هذه الاحاديث ليس فيها النص الصريح الذي فيه انني عهدت بالخلافة بعدي الى ابي بكر او نحو ذلك اما من قال ان النبي ﷺ لم يستخلف بالنص الصريح حديث عبد الله بن عمر لما حضرت عمر وقيل له استخلف يا عمر فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه إن استخلف فقد استخلف من هو خير مني يعني ابي بكر والا استخلف فلم يستخلف من هو خير مني يعني رسول الله ﷺ يقول ابن عمر فالله ما هو الا ان ذكر رسول الله ﷺ وابو بكر فعلمت انه لم يكن يعدل برسول الله صلى الله عليه و سلم احدا وانه غير مستخلف. وهذا لفظ أحمد رواه في المسند والحديث اصله في البخاري فقوله وإلا استخلف فلم يستخلف من هو خير مني صريح في أن عمر أدرك وهو من اقرب الناس الى رسول الله ﷺ ثم الى ابو بكر ويعلم أنه لم يستخلف عليه الصلاة والسلام و مما ايضا احتج به أن عائشة سؤلت من كان الرسول ﷺ مستخلفا لو استخلف فقالت أبو بكر قيل لها ثم من بعد ابو بكر قالت عمر ثم قيل لها ثم من بعد عمر قالت أبو عبيدة بن الجراح ثم انتهت الى هذا وهذا الحديث في صحيح مسلم فقول السائل من كان الرسول صلى الله عليه وسلم مستخلفا لو استخلف يسألون عائشة فلو كان النبي ﷺ استخلف لعلمت ك وهي اقرب الناس الى رسول الله ﷺ و اقرب الناس الى أبي بكر ولهذا قال أهل العلم الظاهر والله اعلم أن المراد انه ﷺ لم يتخلف بعهد مكتوب ولو كتب عهدا لكتبه لابي بكر و اشتهر الامر لكنه اراد كتابتا كما في الحديث السابق ادعي لي أبا بكر و اخاك أباك وأخاك حتى أكتب لأبي بكر كتابا و هذا يعني الأمر إرادة و عزم عليه ثم تركه ﷺ وقال يأبى الله والمسلمون إلا أبا بكر فكان هذا ابلغ من مجرد العهد بكتابه فإن النبي ﷺ دليل المسلمين على استخلاف أبي بكر وأرشدهم إليه بأمور متعددة من أقواله وأفعاله وأخبر بخلافته إخبار راض بذلك حامد الله و عزم ﷺ على أن يكتب عهدا بذلك ثم علم أن المسلمين يجتمعون عليه فترك الكتاب اكتفاء بذلك و هذا هو الراجح والله تعالى اعلم ان ابا بكر رضي الله عنه خلافه ثبتت باختيار اهل الحل والعقد ولهذا لما اجتمع المهاجرون والانصار بعد وفاه النبي  ﷺ واخذوا يتحاورون في من يتولى الامر بعد النبي ﷺ فقال عمر في خطبته لابي بكر بمحضر من المهاجرين والانصار انت خيرنا و سيدنا و احبنا الى الرسول الله ﷺ ولم ينازع في ذلك احد و لم يقل احد من الحاضرين ان غير ابي بكر اولى واحق بالخلافة ثم ان الجميع بايعوا أبا بكر الا سعد بن عباده رضي الله عنه لكونه ظن ظنا انه يكون امير من الانصار و امير من المهاجرين و هذا لا يمكن تحقيقه و لا يمكن البقاء به ولا يمكن الاستمرار به فانه لابد ان يكون القائد واحدا وهذا من ما غلط فيه سعد بن عباده رضي الله عنه و لم يتابع على هذا الغلط فالنبي ﷺ قال اذا بويع الاثنين فاقتلوا الاخر منهما فهذا يدل على انه لا يمكن ان يبايع الاثنين و انه يجب ان يكون البيعة لواحد فقول سعد رضي الله عنه هو من ما فاته الصواب منه رضي الله تعالى عنه وارضاه فالحسن البصري ينقل عنه انه جعل خلافه ابي بكر بالنص وهذا رواه ابن بطة عن الحسن أنه قال هل كان النبي صلى الله عليه وسلم استخلف أبا بكر قال : اوفي شك صاحبك نعم قال والله الذي لا اله الا هو استخلفه لهو كان أتقى لله من أن يتوثب عليها. فحقيقة هذا فيه نظر هو لا يتوثب عليها ولكن المسلمون أجمعوا على مبايعته ومن كان بهذا الشأن فانه يجب عليه وقد فعل رضي الله عنه فقبل ذلك وبايعه المسلمون وصار خليفة بعد وفاة النبي ﷺ .

وفضائل أبي بكر الصديق كثيرة جدا ويمكن ان نذكر بعضها منها حديث عمرو بن العاص لما سأل النبي ﷺ أي الناس أحب إليك قال عائشة قال من الرجال قال أبوها ثم قال عمر ثم عمر و ايضا مناقب أبي بكر التي ذكرها النبي ﷺ جدا و شرفه و فضله في الكتاب والسنة ظاهر وقد أجمع المسلمون على أفضليته بعد النبي ﷺ و لهذا مسألة التفضيل غير مسألة الخلافة فمسألة الخلافة بالإجماع الخليفة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي واما مسالة التفضيل بالإجماع ايضا افضل الناس بعد الرسول ﷺ أبو بكر ثم عمر و حدث بعد ذلك خلاف هل عثمان أفضل أم علي افضل فثلث قوم بعثمان وسكتوا وثلث قوم بعلي وربعوا بعثمان و هم قلة و لكن جماهير أهل السنة والجماعة المتقدمين على تقديم عثمان على علي واما اهل السنة ش المتأخرون فكلهم قد أجمعوا قاطبة على ان ترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة فثلثوا بعثمان ثم ربعوا بعلي ن وبعد إثبات الخلافة لأبي بكر ننتقل لثبوت الخلافة لعمر لكن قبل ذلك كيف كان الأمر حتى ثبتت الخلافة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه ؟ الجواب إن الصحابة من المهاجرين والأنصار اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة فقالوا- يتشاورون- فقال بعضهم منا امير ومنكم امير هذا قاله من قاله من الأنصار هذا غلط فذهب اليهم أبو بكر و عمر و ابو عبيدة بن الجراح فذهب عمر ليتكلم فأسكته أبو بكر وكان عمر يقول الله ما اردت بذلك إلا أني هيأت في نفسي كلاما قد أعجبني خشيت الا يبلغه أبو بكر ثم تكلم أبو بكر فتكلم ابلغ الكلام فقال في كلامه نحن الأمراء وأنتم الوزراء يعني :المهاجرون هم الامراء و الانصار هم الاعوان فقال حباب بن المنذر لا والله لا نفعل منا امير ومنكم امير فقال أبو بكر لا ولكنا الأمراء وأنتم الوزراء هما وسط العرب وأعزهم أحسابا فبايعوا عمر أو أبا عبيدة هذا كلام أبي بكر يقول بايعوا عمر أو أبا عبيدة بن الجراح فقالوا بل نبايعك فانت سيدنا وخيرنا وأحبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ عمر بيده فبايعه وبايعه الناس فهذا شأن خلافة ابي بكر و لهذا تعتبر ثبتت بإجماع أهل الحل والعقد وباختيار أهل الحل والعقد لأبي بكر رضي الله عنه وليس بالنص من رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ لا نص ثابت في هذا وإنما إشارة ودلالة كما تقدم ذكره ثم نثبت الخلافة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه وذلك بتفويض أبي بكر الخلافة اليه فانه قد عهد بالخلافة الى عمر قبل وفاته وكذلك باتفاق الأمة بعد أبي بكر على عمر فالأمم متفقة , الصحابة كلهم اتفقوا على أن الخليفة بعد أبي بكر و عمر و لهذا لما عهد له بالخلافة ثم توفى الله أبا بكر أجمع المسلمون على مبايعته بعهد أبي بكر ولهذا في الحديث السابق قال ان استخلف فقد استخلف من هو خير مني يريد أبا بكر يعني أنه استخلف عمر و اخذ له البيعة من الناس

وفضائل عمر كثيره جدا جدا و سبق بعضها و من ذلك حديث «إِيهٍ يَا ابْنَ الخَطَّابِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ سَالِكًا فَجًّا إِلَّا سَلَكَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّكَ» وقد قال صلى الله عليه وسلم «لَقَدْ كَانَ فِيمَا قَبْلَكُمْ مِنَ الأُمَمِ مُحَدَّثُونَ، فَإِنْ يَكُ فِي أُمَّتِي أَحَدٌ، فَإِنَّهُ عُمَرُ» و معنى محدثون أي ملهمون و فضائل عمر كثيرة جدا ثم نثبت الخلافة بعد عمر لعثمان رضي الله تعالى عنه فعثمان رضي الله عنه تمت مبايعته باختيار اهل الشورى الذين اختارهم عمر رضي الله عنه فقد اجمع اهل الشورى السته على اختيار عثمان و ذلك ان عمر رضي الله عنه لما طعن من قبل ابي لؤلؤه المجوسي فانه تقدم يصلي بالمسلمين كما هي عادته رضي الله عنه وكان يسوي الصفوف فيقول عمرو بن ميمون والله اني لقائم ما بيني و بينه الا عبد الله بن عباس ......... وكان إذا مر بين الصفين قال استووا حتى اذا لم يرى فيه خللا تقدم فتكبر وربما قراءه سوره يوسف أو النحل او نحو ذلك في الركعة الأولى حتى يجتمع الناس فما هو الا أن كبر فسمعته يقول قتلني أو أكلني الكلب طعنه فطار العلج بالسكين ذات الطرفين لا يمر على أحد يمينا ولا شمالا إلا طعنه حتى طعن ثلاثة عشر رجلا مات منهم سبعة فلما رأى ذلك رجل من المسلمين طرح عليه برنوسا فلما ظن أنه مأخوذ نحر نفسه فهذا ابو لؤلؤه المجوسي لعنه الله الذي نحر نفسه فتناول عمر رضي الله عنه يد عبد الرحمن بن عوف فقدمه يقول عامر ميمون فمن يلي عمر فقد يرى الذي أرى وأما نواحي المسجد فانهم لا يدرون غير انهم قد فقد صوت عمر وهم يقولون سبحان الله سبحان الله فصلى بهم عبد الرحمن بن عوف صلاة خفيفة جاء فيها أن قرأ الكوثر و إذا جاء نصر الله و لما انصرفوا قال لابن عباس انظر من قتلني فجال ساعة ثم جاء فقال غلام المغيرة فقال الصنع قال نعم قال قاتله الله لقد أمرت به معروفا الحمد لله الذي لم يجعل منيتي بيد رجل يدعي الاسلام إلى أن قال بعد ذلك يعني يجمع المسلمين و القصة طويلة و هي في الصحيحين و اوصى بالمسلمين خيرا وأوصى الخليفة بعد النبي صلى الله عليه وسلم فقال قبل ذلك لما قالو له اوصى امير المؤمنين -استخلف- قال ما أجد أحق بهذا الامر من هؤلاء النفر او الرائد الذين توفي الرسول الله صلى الله عليه و سلم وهو عنهم راض فسمى علي وعثمان والزبير وطلحه و سعد و عبد الرحمن اذن هؤلاء اهل الشورى علي ابن ابي طالب عثمان بن عفان الزبير بن العوام طلحه بن عبيد الله سعد بن ابي وقاص عبد الرحمن بن عوف هؤلاء يقال لهم اهل الشورى قال فيهم عمر ما اجد احق بهذا الامر من هؤلاء النفر او الرهط الذين توفي الرسول الله صلى الله عليه و سلم و هو عنهم راض فسمى علي عثمان الزبير وطلحه و سعد و عبد الرحمن رضي الله عنهم اجمعين و قال يشهد كم عبد الله بن عمر و ليس له من الامر شيء الله اكبر تهيئه التعزية له فان اصابة الامرة سعد فذاك والا فليستعن به ايكم ما امّر فاني لم اعزله من عجز ولا خيانة يقول يعني رضي الله عنه لهؤلاء السته اذا قدر انكم اخترتهم سعد بن ابي وقاص فالحمد لله فهو اهل و اذا لم يقدر انكم اخترته فكل من تم عليه الاختيار فليستعن به – يعني يجعله معه دائماً- فانه رجل ينفع المسلمين و ذو نفع عظيم فهو اراد بهذا يعني بيان فضل سعد و الاستفادة من علمه و من امارته و من ولايته لو تامر على جيش أو تآمر على ناحيه فانه ينفع بإذن الله و يكون في محله قال فإني لم أعزله من عجز ولا خيانة -يعني انه اهل- المقصود فلما فرغ من دفن عمر بعد هذا رضي الله عنه وارضاه لما يعني فاضت روحه و فرغ من دفنه اجتمع هؤلاء الأربعة فقال عبد الرحمن بن عوف اجعلوا أمركم إلى ثلاثة منكم فقال الزبير جعلت أمري إلى علي رضي الله عنه فقال طلحة قد جعلت أمري إلى عثمان وقال سعد بن أبي وقاص قد جعلت أمري إلى عبد الرحمن بن عوف فقال عبد الرحمن أيكم تبرأ من هذا الأمر فنجعله إليه انظر يعني الصحابة رضي الله عنهم ليسوا حريصين على الولاية حتى يعني يقول لهم عبد الرحمن بن عوف .... والله عليه والإسلام لينظرن أفضلهم في نفسه فأسكت الشيخان فقال عبد الرحمن أفتجعلونه إلى يعني انا اتولى الامر ابحث عنكم و اسال عنكم والله على أن لا آلو عن أفضلكم قالا نعم فأخذ بيد علي قال لك قرابه الرسول الله صلى الله عليه وسلم والقدم في الإسلام ما قد علمت فالله عليك لئن أمرتك لتعدلن ولان أمرت عثمان لتسمعن ولتطيعن ثم خلا بالآخر فقال مثل ذلك فلما اخذ الميثاق قال ارفع يدك يا عثمان فبايع له علي وولج أهل الدار فبايعوه رضي الله عنهم وارضاهم اجمعين أيضا في رواية عن حميد بن عبد الرحمن رحمه الله أن المسور ابن مخرمة رضي الله عنه اخبره أن الرهط الذين ولاهم عمر يعني جعل الامر فيهم شورى اجتمعوا فتشاور فقال لهم عبد الرحمن لست بالذي أنافسكم عن هذا الأمر ولكنكم إن شئتم اخترت لكم منكم فجعلوا ذلك الى عبد الرحمن فلما ولوا عبد الرحمن امرهم مال الناس الى عبد الرحمن حتى ما أرى أحدا من الناس يتبع أولئك الرهط ولا يطأ عقبهم ومال الناس الي عبد الرحمن يشاورونه تلك الليالي حتى إذا كانت تلك الليلة التي أصبحنا فبايعنا عثمان فقال المسور بن مخرمة طلقني عبد الرحمن بعد هجر من الليل و ضرب الباب حتى استيقظت فقال اوراك نائما فوالله ما اكتحلت هذه الثلاث بكبير نوم الله اكبر عبد الرحمن بن عوف تعب تعبا عظيما للسؤال والتحري انطلق فادع لي الزبير وسعد فدعوتهما فشاورهما ثم دعاني فقال ادع لي عليا فدعوته فناجاه حتى ... الليل ثم قام علي من عنده وهو على طمع وقد كان عبد الرحمن يخشى من علي شيئا ثم قال ادع لي عثمان فدعوته فناجاه حتى فرق بينهما المؤذن بالصبح فلما صلى الناس الصبح واجتمع أولئك الرهط عند المنبر وارسل إلى من كان حاضر من المهاجرين والأنصار وأرسل إلى أمراء الأجناد وكانوا وافوا تلك الحجة مع عمر فلما اجتمعوا تشهد عبد الرحمن بن عوف ثم قال أما بعد يا علي إني قد نظرت في امر الناس فلم أرهم يعدلون بعثمان فلا تجعلن على نفسك سبيلا فقال أبايعك على سنة الله ورسوله والخليفتين من بعده فبايعه عبد الرحمن وبايعه الناس المهاجرون والأنصار وامراء الاجناد والمسلمون فرضي الله عن الصحابة اجمعين هذا شانهم وهذا حالهم

المقصود ان خلافة عثمان ثبتت بالإجماع ولهذا يقول الامام أحمد رحمه الله: من فضل عليا على عثمان فقد ازرى بالمهاجرين والأنصار. يعني عابهم وذلك لأن عبد الرحمن جمع الآراء كلها واستطلع ما عند الناس في فضائل هؤلاء الستة حتى استقر امر المهاجرين والانصار على أن عثمان أفضل ولهذا من فضل عليا على عثمان فقد ازرى بالمهاجرين والأنصار هذا من ناحية التفضيل أما الخلافة في بالإجماع ان الخليفة عثمان ثم علي

وبهذا تعرف أن هذه الطريقة التي سلكها عمر طريقة عظيمة وهي الاستخلاف ولكنه جعل الاستخلاف محصورا في ستة فرضي الله عن الصحابة اجمعين وهذا يخالف ما عليه أهل الديمقراطية او أهل المناهج الأرضية وبعض الناس وبعض المنحرفين يحاول ان يجعل هذا الذي جرى بين الصحابة يسميه انتقال السلطة بأنها تعتمد على رأي الأمة يقولون هذا رأي الامة واختيار الامة والحقيقة ان هذا غير صحيح بل هذا راي اهل الحل والعقد وهذا أيضا بولاية العهد فخلافة عمر بولاية عهد وخلافة عثمان بولاية عهد إلى ستة فتم الاختيار من بينهم اختيار عثمان فليس هذا استقراء لراي الامة كما يقول بعضهم واختيار الامة ويجعلون الامة هي من هب ودب من هؤلاء الذين يسمونهم الديموقراطيين والشوريين ومعلوم أن الشورى عند الصحابة غير الشورى عند هؤلاء المتأخرين فالشورى عند الصحابة إنما يستشار أهل الشأن وأهل العلم وأهل الخبرة واهل الدراية وليس عموم الناس واختيار أبي بكر ليس استقراء لم يستقرئ أحوال الناس لأنه يعلم فضل عمر ولهذا أصول الديمقراطية تتنافى مع طريقة الخلفاء الراشدين الديمقراطية لا تعتد براي ولي الأمر كابي بكر ولا يرون له قيمة فهذا شيء مهم جدا انك تنتبه له وهو أن الديمقراطية تقول إن رأى الحاكم ملغي واختيار الحاكم ملغي لا بد أن الامة كلها حتى البقال والاعرابي والحضري والامي والكاتب والجاهل والعالم كلهم سواء ولهذا لو اختار الحاكم أحدا وولاه العهد للخلافة من بعده يقولون هذا لا يناسب الديمقراطية فاذا عرفت هذا عرفت ان طريقة الخلفاء الراشدين تبطل الدعوى الديمقراطية واما البيعة لعثمان اجماع اهل الشورى الستة وعموم لناس لم يستشاروا في اختيار عثمان وانما استشيروا في معرفة ما لديهم من علم عن النبي صلى الله عليه وسلم عن عثمان وعن علي وليس لأخذ رايهم في اختيار الحاكم لان عمر نص على هؤلاء الستة وانها لا تعدوهم الخلافة فقد رشحهم ولي الامر السابق وهو عمر ولم يرشحهم الناس فهذا يبين لك خيبة من يحاول الحاق الديمقراطية وتزيينها امام الناس بانها تتوافق مع الإسلام ثم عمر قالوا له اوصي استخلف ولو كانت هذا الأمور تتماشى مع الديمقراطية ما صح ان يقال له أوصي او استخلف فالذين يسيرون على طريقة العلمانية والليبرالية بمحاولة جلب النظم الغربية الديمقراطية او كذلك الذين يسيرون على طريقة المعتزلة ممن لحق بركبهم من العقلانيين او من يسير على طريقة الخوارج كل هؤلاء مخالفون لمنهج الصحابة رضي الله عنهم في طرق انعقاد البيعة فطرق انعقاد البيعة باختيار أهل الحل والعقد وليس من هب ودب والثاني بولاية العهد او بأمر يقع بعد الصحابة وهو التغلب والقهر فلا بد من التنبه لهذا حتى لا يلتبس علينا امر هؤلاء المفتونين وهناك ما يسمى بالجمهوريات وهي التي تتبع النظام الديمقراطي الشيخ محمد بن إبراهيم يقول – كما في مجموع الفتاوى في تقرير له : ( منهم من ينزع بآية (وأمرهم شورى بينهم) لكن متى كان معناها أنها جمهورية؟ !!!! ديدنهم يتعلقون بما يناسب بدعهم في أمور الأحكام وفى الأمور الواقعة من الصناعات الجديدة وليس هو المراد ... ثم قال لما ذكر الفقهاء في مسالة اختيار المؤذن قال: مبنى على أن الاكثرية مرجح، وهو كذلك في الجملة لا بالجملة – يعني في كل الأحوال - هي مرجح إذا فقدت المرجحات الآخر يصار إليها، أما وأمكن أن يرجح بغيرها فلا يصار إليها.

ثم هي أيضاُ ليست إلا في الأمور التي تنظر وللرأي فيها مدخل.

فهذا موجود عند الدول الآن من اتخاذ الأصوات في الأشياء هذا ما يصلح أخذه عاماً في كل شيء، اتخاذه مثلاً في الوظائف لا يصلح إلا بعد استواء الشخصين في جميع الأمور التي يستحق بها وإذا ما بقي إلا أهل النظر ينظرون وعلم منهم أنهم أهل رأى وقصدهم الخير لجماعة المسلمين فان ذلك يصلح.

يعني أن هذا الاختيار من الناس ليس اختيار تشهي من الناس وانما اختيار مصلحي وهذا في بعض الأمور ثم قال: ثم هذا يدخله من الأغراض والباطل كل يصوت حسب غرضه حتى في دولتهم – يعني ما يسمى بالجمهورية

طبعا هذا في زمن كان هناك دعوات لنشر الشيوعية ونشر المبادئ الديمقراطية والجمهوريات وإلغاء الملكيات-

قال الشيخ المقصود أن هذا مرجح في الجملة بعدما تعدم المرجحات الذاتية. ولم يعرف هذا في الشريعة في الأمور الهامة. – يعني ولاية الأمر والإفتاء والخلافة والملك هذا ليس في هذه الأمور إنما في الأذان وبعض الأمور اليسيرة يصار اليها بعد انعدام المرجحات الأخرى الذاتية ثم قال فالإفرنج بعيدون من الحقائق – يعني من الخير وبعيدون من معرفة الصواب مئة بالمئة قد يصيبون في معرفة بعض الأشياء لكنهم يخطئون في أشياء كثيرة – يقول: نعم لهم جد ولو أن المسلك أعرج فيصير له مفعول، مثل أهل المعاصي يصير لهم صولات ولا يدل على أنهم محبوبون إلى الله (مجموع الفتاوى 12/174)

فولاية العهد وصحتها مستخلصة ومستفادة من تولية عمر لعثمان بن عفان عن طريق اختيار أهل الشورى الستة وبهذا نعرف كيف وصل الأمر الى عثمان ثم بعد عثمان نثبت الخلافة لعلي ابن ابي طالب رضي الله عنه فلما استشهد عثمان بسبب المجرمين الذين خرجوا عليه وقتلوه ظلما وعدوانا بايع الناس عليا فصار علي ابن ابي طالب امام حقا واجب الطاعة وهو الخليفة في زمانه خلافة نبوة كما دل على ذلك حديث سفينة الذي قال فيه رسول الله ﷺ خلافةُ النُّبوَّة ثلاثونَ سنةَ، ثم يؤتي الله ملكه من يشاء" فلو تأملنا خلافة ابي بكر الصديق سنتان وثلاثة اشهر وخلافة عمر عشر سنين وستة اشهر اذن هذه اثنا عشر سنة وتسعة اشهر ثم خلافة عثمان اثنتي عشرة سنة اذا ضممتها الى الاثني عشر الأولى صارت اربعة وعشرين وتسعة اشهر ثم بعد ذلك خلافة علي رضي الله عنه اربع سنوات وتسعة اشهر اذا ضممتها الى ما سبق ذكره صار عدد السنوات تسعة وعشرين سنة وستة اشهر بقي ستة اشهر قال العلماء هي خلافة الحسن بن علي فقد خلف اباه عليا وتولى الخلافة بعده مدة ستة اشهر ثم تنازل وفوض الامر الى معاوية بعد ستة اشهر من ولاية الحسن خلافة الحسن المقصود ان حديث سفينة وقع كما اخبر الرسول ﷺ خلافةُ النُّبوَّة ثلاثونَ سنةَ فكانت خلافة ابي بكر سنتان وستة اشهر وعمر عشر سنوات وستة اشهر وعثمان اثنتا عشرة سنة وعلي اربع سنوات وتسعة اشهر والحسن ابن علي ستة اشهر فصار المجموع ثلاثون سنة

فهؤلاء هم الخلفاء الراشدون والأئمة المهديون رضي الله عنهم وأرضاهم والخلافة لعلي رضي الله عنه ليس اختيارا على الطريقة الديمقراطية وليس هو استبداد لا والله بل هو اجماع فمما سبق ذكره من قصة عهد عمر إلى الستة فنعرف ان الستة هم أصلح واولى من يتولى الخلافة وقد كان المسلمون اجتمعوا على عثمان وعلي ثم ترجح عثمان فبايعوه فهناك اجماع يقيني متفق عليه عند جميع الصحابة والتابعين الذين حضروا ذلك الأمر أنه ليس هناك تردد ولا خلاف في استحقاق على الخلافة بعد عثمان لكن ما الذي حدث؟ حدث خلاف وفرقة بسبب استشهاد عثمان وظن بعض الصحابة أن البدء بإقامة القصاص على قتلة عثمان أولى من البيعة لعلي ثم يبايع علي وهذا اجتهدوا فيه فوقع اجتهاد فهم فيه بين الاجر والاجرين فالمقصود أن خلافة علي رضي الله عنه خلافة نبوة ولما قتل عثمان في سنة 35ه في آخر السنة – في ذي الحجة- عدل الناس الى علي فبايعوه قبل ان يدفن عثمان وقيل بايعوه بعد دفن عثمان فأول الأمر امتنع علي من اجابتهم حتى تكرر منهم حتى أنه فر منهم إلى حائط بني عمرو بن مبدول واغلق بابه فجاء الناس فطرقوا الباب وولجوا عليه وجاؤوا بطلحة والزبير فقالوا ان هذا الامر لا يمكن بقاؤه بلا امير ولم يزالوا به حتى أجاب رضي الله عنه ويقال إن اول من بايعه طلحة ثم خرج علي الى المسجد فصعد المنبر فبايعه عامة الناس وذلك يوم السبت 19 من شهر ذي الحجة سنة 35ه فليس هناك تصويت او اخذ اراء الناس او اخذ اراء الامة -كما يظن بعض الناس- وانما هي اتفاق من أهل الحل والعقد ومن بقي من المهاجرين والأنصار على علي رضي الله عنه قال بن عربي رحمه الله : فلما قضى الله من أمره ما قضى، ومضى في قدره ما مضى، علم أن الحق لا يترك الناس سدى، وأن الخلق بعده مفتقرون إلى خليفة مفروض عليهم النظر فيه. ولم يكن بعد الثلاثة كالرابع -يعني علي- قدرًا وعلمًا وتقى ودينًا، فانعقدت له البيعة. ولولا الإسراع بعقد البيعة لعلي لجرى على من بها من الأوباش ما لا يرقع خرقه. ولكن عزم عليه المهاجرون والأنصار، ورأى ذلك فرضًا عليه، فانقاد إليه

هذه طرق اثبات الخلافة للصحابة الكرام رضي الله عنهم وارضاهم وبالتالي نعرف ضلال الرافضة الذين زعموا ان الخليفة بعد النبي ﷺ هو علي بن ابي طالب ويسمون هذه المسالة مسالة الامامة ويعتقدون ان خلافة ابي بكر باطلة وان علي قد غصب على البيعة وانه مقهور ويقولون في ذلك كلاما كثير من السب والانتقاص للصحابة رضي الله عنهم فمنهم من يكفر أيضا أبا بكر وعمر وعثمان وهذا كلام باطل والرد عليه يطول لكن سمعتم من النصوص الشرعية ومن الادلة المرئية ولله الحمد يبين للمسلمين جميعا ما هو الحق وان علي خليفة راشد ولكنه بعد ابي بكر وعمر وعثمان وان هؤلاء هم الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم وقد قال ﷺ : فعليكُم بسنَّتي وسُنَّةِ الخُلفاءِ، المَهديِّينَ الرَّاشدينَ، تَمَسَّكوا بها وعَضُّوا عليها بالنَّواجذِ

وترتيب الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة – كما تقدم- وهذا يبين لك فضل هؤلاء الصحابة وفصل بقية الصحابة رضي الله عنهم وهذه طريقتهم في الامامة وهذه عقيدتهم فيها ومن خرج عن هذا من الروافض وكذلك الخوارج والاباضية والزيدية وغيرهم كلهم على انحراف شديد منهم من انحرافهم أعظم من هؤلاء والرافضة يجعلون الائمة بعد النبي ﷺ اثنا عشر اماما وهؤلاء يقال لهم الطائفة الاثني عشرية وهو الشيعة الرافضة يسمون الامامية ويسمون الجعفرية – يقولون الخليفة او الامام بعد النبي ﷺ علي بن أبي طالب فهو وصي النبي ﷺ - وليس معهم حجة ولا برهان ولا دليل انما هي أكاذيب وافتراءات وظنون ودعاوى مجردة ثم الحسن رضي الله عنه يجعلونه الإمام الثاني بعد علي ثم الحسين الامام الثالث وهنا ينتهي ذلك الحسن عندهم وليس لذريته أي شيء ثم علي بن الحسين وهو زين العابدين هو الإمام الرابع ثم الخامس محمد بن علي بن الحسين ويسمى الباقر ثم السادس جعفر بن محمد الصادق ثم السابع موسى بن جعفر الكاظم ثم الثامن علي بن موسى الرضا ثم التاسع محمد بن علي الجواد ثم العاشر علي بن محمد الهادي ثم الحادي عشر الحسن بن علي العسكري ثم الثاني عشر محمد بن الحسن – هذا لا يعرف له ذكر ولا يعرف انه قد ولد ولكنهم ذكروا أنه قد ولد ولكن هذا لا صحة له – ولا دليل على ثبوت وجود هذا لكنهم ذكروا أنه ولد بسامراء سنة 255ه يقولون انه ولد وانه لما بلغ تسع سنوات دخل سرداب في سامراء ومن ذلك الوقت سنة 260 او 265 ه الى وقتنا هذا ينتظرون خروجه وهذا هو الامام الثاني عشر يقولون دخل سنة 260 او 265ه ويقيمون دابة هناك اما بغلة واما فرس ليركبها اذا خرج ويجلسون هناك أوقات ينادى عليه بالخروج يقول : يا مولانا اخرج يا مولانا اخرج ومعهم سلاح ولا احد هناك يقاتلهم . كل هذا من الأمور التي يضحك عليهم فيها العقلاء ويسمون هذا الإمام المنتظر. فالرافضة أخسر الناس صفقة في هذه المسألة فجعلوا الأمام المعصوم هو الامام المعدوم لا ينفعهم في دين ولا في دنيا وتعطلت أمورهم ويعطلون الجهاد ويعطلون الجمعة ويعطلون أمور كثيرة حتى يخرج ولهذا السلف والعلماء يقولون الجهاد والحج مع ولي الامر ماضي برهم وفاجرهم الى قيام الساعة لا يبطلهما شيء ولا ينقضهما. هذا رد على الرافضة الذين يقولون ان الجهاد متوقف والحج متوقف, طبعاً الرافضة في زمننا خاصة في وقت الخميني ابتدع بدعة لهم وهي ما يسمى بولاية الفقيه فالفقيه الذي جعل نفسه هو المرشد الأعلى للثورة يقولون هذا يتواصل مع الامام المنتظر ويتصل به -مع هذا المعدوم الذي لم يخرج من 1200 سنة – فيقولون هذا لم يخرج فتعطلت الأمور فيقولون في ولاية الفقيه هذا ينوب عنه ولهذا بدأوا يقاتلون وبدأوا يقيمون -بعض طوائفهم- الجمعة بناءً على ولاية الفقيه فهؤلاء الاثني عشرية هذه عقيدتهم وهم في الائمة يعبدونهم من دون الله ويغلون في محبتهم وكثر عندهم الافتراء والكذب في أقوال نقلوها عنهم وهذا ديدن الرافضة حتى يقال في المثل العربي : أكذب من رافضي . يعني يضرب بهم المثل في عظمة الكذب وشدته

والرافضة يعتقدون أن أبا بكر وعمر وعثمان انهم ظلمة إنهم فاسدون ويقول بعضهم انهم كافرون ومنافقون فكل هذا من ضلالات الرافضة وخبائثهم نسأل الله العافية والسلامة

هذا أيها الاخوة الكرام الكلام على مسالة ثبوت الخلافة لابي بكر الصديق وهل هي بالنص أو بالاختيار وثبوت الخلافة بعد أبي بكر لعمر ثم لعثمان ثم لعلي وموقف الرافضة من ذلك والرد عليهم

وبالنسبة لثبوت الخلافة لأبي بكر هناك من أهل العلم من يقول إن ثبوت الخلافة لأبي بكر بالنص والإجماع واظن الشيخ محمد أمين الشنقيطي في أضواء البيان ذكر هذا يقولون انعقدت البيعة لأبي بكر بالنص والاجماع يعني اجماع اهل الحل والعقد وبالنص وهذا يمكن ان نجعله قولا آخر في المسألة لكن الظاهر والله اعلم وهو المشهور عند جماهير أهل العلم أن خلافة أبي بكر ليست بالنص وإنما بالإشارة والدلالة من النبي ﷺ وليس في ذلك عهد مكتوب

على كل حال هذا ما تيسر في هذا الدرس ونسأل الله ان يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح واخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته